العراق يسعى لإحياء الصناعات العسكرية بمساعدة باكستان

العراق يسعى لإحياء الصناعات العسكرية بمساعدة باكستان

لطالما كان العراق يمثل نموذجاً نستحضره في الذاكرة الجماعية عندما نتكلم عن الجيوش العربية الأقوى والأكثر تأثيراً، وكان طموحاً في أهدافه لإنشاء صناعة عسكرية وطنية. لاكن كما الكل يعلم ان هذه الصناعات والمشاريع تعطلت بعد حرب الخليج الأولى في التسعينات بسبب العقوبات الدولية

الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 لم يقضي فقط على ما تبقى من الصناعات العراقية، بل حاول ان يحوّل المنهج التسليحي للعراق الى الاتكال على واشنطن، لكن هذا لم ينجح طويلاً بسبب امتناع الولايات المتحدة عن بيعه ما يحتاجه العراق فعلاً، وباعته العتاد الذي تراه هي مناسباً ولا يكسر التوازنات الإقليمية. من هنا جئت حاجة بغداد لتنويع مصادر التسلح وإعادة إنشاء صناعة دفاعية

في هذا الصدد، بحث رئيس هيئة التصنيع الحربي محمد صاحب الدراجي مع وزير الانتاج الحربي الباكستاني التعاون في مجال التصنيع العسكري

وذكر بيان للهيئة، في 15 أيلول/ سبتمبر الماضي، ان وفدا من هيئة التصنيع الحربي برئاسة رئيس الهيئة قد زار باكستان لمدة ثلاثة ايام أطلع فيها على الامكانات المتاحة في مجال التعاون الصناعات الحربية والتقى مع قائد الجيش وكبار قادة الجيش الباكستاني والفنيين المختصين في‏ عدة مجالات وزار المصانع العسكرية الباكستانية

وقد أبدى الجانب الباكستاني استعداده الكامل لنقل التكنولوجيا والشراكة مع العراق في هذا المجال، ولغرض تنفيذ هذه التفاهمات وقع الجانبان محضر اجتماع تفصيلي مع جدول زمني للبدء بشراكة استراتيجية تبدأ من نقل التكنولوجيا وتنتهي بإنتاج محلي للأعتدة والأسلحة والمعدات التي يحتاج لها الجيش العراقي والقوات الأمنية

ما هي المنتجات الباكستانية او التقنيات التي تستطيع اسلام اباد نقلها لبغداد؟

مع عدم توفر المعلومات الرسمية حالياً، نستطيع استنتاج بعض الفرضيات المنطقية انطلاقاً من الحاجات العراقية وما ممكن ان تغطيه الصناعات الباكستانية.

في المجال الجوي مثلاً، العراق بحاجة لاقتناء او تصنيع لكل مكونات القدرات الجوية. ومن الممكن ان تعرض باكستان على العراق بيعها طائرات جي إف-17 وخطوط لإنتاجها كما فعلت مع مصر ولكن هذا السيناريو التصنيعي يبدوا لي صعباً لأن العراق يفتقر الى بنية صناعية في مجال الطياران. ربما من الأسهل اللجوء حالياً الى تصنيع الطائرات المسيرة وشراء مسيرة شهبر الباكستانية كما فعلت الجزائر

في المجال البري وبعد توقف انتاج دبابات اسد بابل التي استنسخها العراق من ال تي-62 السوفياتية والبنادق الالية المستنسخة من رشاشات الكلاشنكوف والدراغونوف، ربما سيلجئ العراق الى تصنيع دبابة الخالد الباكستانية الي صدرتها باكستان الى السعودية وغيرها من الأسلحة البرية

هنالك مجال اخر لم يهمله العراق وكان سباقاً فيه، هو مجال الصواريخ الباليستية. أول دولة استخدمت الصواريخ لتدّك المدن المعادية في حرب حديثة، هي العراق عندما كانت تقصف العمق الإيراني في الثمانينات. واشتهر العراق بتصنيع الصواريخ المشتقة من صواريخ ال سكود-بي وسكود-سي، كما انه طوّر بعدها صاروخين ارض-ارض هما العابد والحسين. لم يعد هناك صناعة صواريخ باليستية في بلاد الرافدين، وهذا معيق للغاية، خاصة ان كل دول المنطقة باتت تملك ترسانات صاروخية ثقيلة وقد استخدمت ضد اهداف على أراضيها، كما فعلت إيران عندما قصفت القواعد الامريكية او قوات داعش والمراكز السرية الإسرائيلية تحت الغطاء الكردي في شمال العراق

لهذه الأسباب، من المنطقي ان يسعى العراق الى انتاج الصواريخ الباكستانية محلياً. الصواريخ التي ربما تهمّ بغداد وتريد ان تنتجها برخصة من اسلام اباد هي او من النوع المجنح أي صواريخ جوالة كصاروخ بابور، او من نوع باليستي كصاروخ شاهين وصاروخ غوري

سنحاول في مرحلة قادمة، ان نقدم لمحة عن مواصفات السلاح الباكستاني وخاصة الأنظمة التي سردناها والتي قد تهم العراق او دول عربية أخرى