Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
TARSANA ترسانة

Actualité de la défense et des industries militaires du Moyen-Orient اخبار الدفاع و الصناعات العسكرية في الشرق الاوسط

تداعيات الحرب الروسية على دول الشرق الأوسط

اصطفاف دول الشرق الأوسط وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية عليها

لا يجوز ان يهنئ المرء نفسه او ان يفرح من وقوع حرب، حتى ولو كانت لا تجر الضرر عليه مباشرة، لأنه في النهاية ضحايا الحروب هم دائما المدنيين والفئات الاجتماعية الأضعف. لكن لا يمكن إنكار المثل القائل، ان مصائب قوم عند قوم فوائد. ليست المعارك على الحدود الروسية الأوكرانية هي التي ستؤدي الى تداعيات على دول الشرق الأوسط، وان تحولت من مناوشات الى حرب اوسع، بل سيكون التأثير بسبب الحرب الباردة التي ستدوم بين المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي.

قبل ان نتناول التحولات الممكن ان تحدثها النزاعات بين روسيا والحلف الأطلسي في المنطقة العربية ومحيطها، يتوجب علينا تقييم تموضع كل دولة على حدا وترابط الملفات بينها. عندما نقدر ان نحدد اين تقف الانظمة والحكومات، سنستطيع نسبيا ان نستنتج مواقفها وإذا كان هذا الصراع سيأتيها بارتدادات سلبية او إيجابية. في هذه الأزمة او غيرها، ليست المعطيات او الحقائق ما يحدد العلاقات والتضامن بين دول الشرق الأوسط وبقية الدول في العالم، بل مواقف هذه الأنظمة محكومة بالارتباطات التبعية. لذلك     من المتوقع اصطفاف هذه الدول بالمعزل عن الواقع او حق روسيا في الهجوم على أوكرانيا وفي حق هذه الأخيرة من تحديد مسارها السياسي والانضمام للنادي المعادي لروسيا

أول من تمحور بين هذين المعسكرين هم دول الشرق الأوسط. ولا تستطيع أي دولة مشرقية او عربية ان تدعي الحياد في هذه الأزمة. فمنذ زمن بعيد، فرض الغرب واقعاً سياسيا على كل دول المنطقة وحولها الى ما هي عليه اليوم، اما دول تابعة وتحت وصاية سياساته الإمبريالية، او الى دول ممانعة ومعادية لطموحاته، ما ذال يحاول احتوائها او تحويلها الى بلدان هامشية ومعزولة دولياً. والتصنيف التالي لتبعية هذه الأنظمة لا يأخذ بالاعتبار المواقف المعلنة على ضوء هذه الازمة، فالديبلوماسية لا تعنينا شيئا ونعتمد على الثوابت والمسارات التاريخية لهذه الأنظمة

الدول المنضوية في المعسكر الغربي

طبعاً، ليس هناك مبرر بديهي لأن تعادي اي دولة عربية او مشرقية روسيا الإتحادية وان تضمر لها الشر باستثناء تركيا المنضوية في حلف الناتو. لكن السؤال ليس هنا، السؤال هو هل ترسم هذه الدول سياساتها الخارجية وتضع استراتيجياتها بنفسها؟ ام هي تنفذ فقط إملاءات الدول المهيمنة عامة وأوامر واشنطن خاصة؟

هل كانت السعودية تحارب الإتحاد السوفياتي في الثمانينات وترسل الاف الشباب للجهاد في أفغانستان من تلقاء نفسها؟ إذا كانت فعلاً تفعل ذلك نصرة للمسلمين في دولة إسلامية اجتاحتها موسكو، فلماذا لم تكرر الفعل عندما اجتاحت ودمرت أمريكا أفغانستان والعراق وغيرهم او عندما تمارس الإبادة الجماعية ضد المسلمين الروهينغا في ميانمار او عندما تعلن الهند اتخاذ إجراءات وقوانين عنصرية ضد المواطنين المسلمين؟

اما في الطرف الاخر سنجد دول لم تكن بالضرورة منحازة للروس، ولكن الضغوطات الغربية عليها وانحياز الغرب المطلق لإسرائيل، زيادة على الطموحات الاستعمارية الجديدة الهادفة للسيطرة على الموارد الطبيعية والبشرية لديها، هي التي دفعت بهذه الدول الصامدة الى التعويل على الشرق. ولم يعد هذا الشرق يعني قطباً واحداً كما كان الحال على العهد السوفياتي، لأنه كما ان الغطرسة الامبريالية الغربية وحدت الشعوب العربية والإسلامية المناوئة لها، فهي وحدت ايضاً مسار الدوليتين الأقوى في العالم الغير خاضعتين للغرب، أي روسيا والصين. وتلتف حول هتين القوتين دول أخرى في تحالف بات ملموس ومفَعل أكثر من الماضي

قبل ان نتداول التداعيات المنبثقة من الهجوم الروسي على منطقة الدونباس والرد الغربي وتأثيرهما على مجرى الأحداث في العالم العربي والشرق الأوسط، يجب ان نحدد من يدور في الفلك الغربي ومن يدور في الفلك الشرقي او من يستطيع ان يدعي الحيادية بنسبة ما.

إذا بدأنا بالدول المنضوية كليا تحت لواء الغرب ولا تملك إلا هامش سيادي صغير للمبادرة، فنحن نصنف توجهات الحكومات الخاضعة للضغوطات والاستفزازات الخارجية ولا نتحدث عن الشعوب وتطلعاتها

الدولة الأكثر انخراطاً في المعسكر الغربي هي طبعاً تركيا، لأنها عضو فعال في حلف الشمال الأطلسي منذ عقود وثاني قوة برية فيه. هذا التموضع طبيعي بالنسبة لتركيا التي تتنافس تاريخيا مع روسيا على النفوذ في منطقة القوقاز والبحر الأسود وبحر قزوين وحتى في اسيا الوسطى. يوجد الكثير من الملفات الشائكة التي تعزز من التصاعد في الخصومة بين البلدين، وصلت الى حدّ الاشتباك والمناوشات التكتيكية في سوريا. بالرغم من كل ذلك، سعت انقرة لتحسين علاقاتها مع موسكو بعد تأثرها بالمقاطعة الاقتصادية الروسية وتوجت تركيا هذا التغيير النسبي بشراء منظومة الأس-400 من روسيا. الا ان هذا التغيير لم يدم طويلاً فها هي تركيا اليوم تسلح أوكرانيا بمسيرات ب ت-2 بيرقدار. وأساساً ما ذالت أمريكا تنشر عشرات قنابل ب-61 النووية في تركيا وباقي الكلام لا معنى له

حاولت السعودية في الآونة الأخيرة ان تتقرب من روسيا، للتخفيف من مساعي واشنطن لاستفزازها ماديا أكثر، بحجة ملفات حقوق الانسان. تأتي هذه الخطوات للإيحاء فقط انها تملك خيارات بديلة، ومع انها حاولت ان تزيّن هذا التوجه بعقد صفقات تسلّح مع موسكو، لكن هذا السيناريو لم يقنع أحدا وهو ببساطة سخيف التصور. أولا، لم تتم هذه الصفقات و حتى لو هي تمّت، فلن تمثل الا نقطة في بحر الإنفاق على مصانع السلاح الغربي والاستثمار في شركاته واللوبيات المؤثرة على قراره.

الكل يعرف مدى الاندماج العضوي للاقتصاد الخليجي في البنية الغربية على كل الأصعدة. فلا المملكة السعودية ولا الامارات ولا قطر ولا البحرين يملكون استقلالية القرار: لأنهم وضعوا تقريبا كل بيضهم في السلة الغربية عبر استثمارات إرضائية لأوروبا او خوات للحماية من امريكا. الم يقول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في العلن، ان السعودية بقرة حلوب لا تصمد أسبوعين من دون دعمهم؟ الا يوجد جنود أمريكيين في كل هذه الدول، فكيف ستنائي بنفسها عن الصراع بين واشنطن وموسكو

المغرب ايضاً مرتبط اقتصاديا بالغرب وخاصة أوروبا، لأنها أكبر مستورد لتصديراته وصناعاته والجالية المغربية كبيرة في فرنسا، اسبانيا، هولندا وحتى في كندا، ما يدرّ عليها مداخيل إضافية للسياحة التي مصدرها أيضا أوروبا بنسبة كبيرة. اما في البعد الجيوستراتيجي، فالمغرب يتكل بتسليحه كليا على الغرب.

الأردن له علاقات تاريخية مع الغرب ويحصل على مساعدات اقتصادية ومنح عسكرية أمريكية. مع ان عمان على علاقة جيدة بموسكو، حتى ان هذه الأخيرة أنشأت مصنع صواريخ مضادة للدروع في المملكة الهاشمية، لكن تبقى علاقة الأردن بالغرب المتمثل بواشنطن ولندن اقوى

الدول المتمركزة في المعسكر الشرقي

في الضفة الأخرى سنجد دول عربية وإسلامية محسوبة على روسيا حتى لو لم تكن مرتبطة فيها بتحالف رسمي، الا انها تتكل عليها بشكل أساسي في مسائل التسلّح والدعم السياسي في المحافل الدولية. في طليعة هذه الدول هي إيران، بعد ان كان شعار الثورة الإسلامية: لا شرقية ولا غربية، أصبحت الان طهران في المعسكر الشرقي كلياً. وهذا بفعل الضغوط الغربية. اليوم تستمد إيران الدعم من روسيا على الصعيد العسكري والتقني والنووي والأهم من ذلك هو دعم موسكو لإيران في مجلس الأمن للأمم المتحدة وفرض حقها بالفيتو على أي قرار ضدها. كما ان روسيا وإيران دولتين مؤثرتين في قطاع النفط العالمي، فتنسيقهما في هذا المجال له بعداً اقتصادي هاما دوليا. وبنفس الوقت إيران قريبة سياسيا من الصين أيضا ومن كوريا الشمالية الصديقتان لروسيا.

 سوريا هي من تملك أقدم علاقة استراتيجية مع روسيا. منذ استقلالها وتكوين هويتها، لم تزيح دمشق عن خط تفضيلها لموسكو. لا داعي لنذكر ان روسيا لم تنشئ يوما قاعدة عسكرية خارج أراضيها الا في سوريا وقاعدة طرطوس موجودة منذ عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد. الكل يدرك ان ما قدمته روسيا لسوريا من دعم عسكري بشري ومادي، براً بحراً وجواً، لتستعيد الدولة السورية السيطرة على أراضيها ودحر الحملة الغربية الخليجية الصهيونية عليها، لم تنفذه لأي دولة أخرى في تاريخها. وهذه لم تكن اول مرة تضحي روسيا بجنودها في سوريا إذا اخذنا في الاعتبار الطيارين الروس الذين سقطوا في الحروب العربية الإسرائيلية. وبعكس أغلبية دول المنطقة التي تتسلح من روسيا، فعتاد الجيش السوري هو حصريا من انتاج روسي، إذا استثنينا السلاح المصنع محليا والصواريخ المستنسخة من النماذج الايرانية والكورية، فسوريا تملك أيضا علاقات متينة مع هذه الدولتين الصديقة لروسيا

في تصنيفنا للدول المتماشية مع روسيا، الجزائر هي ربما الأهم من المنظور الروسي في ظل ما يدور في هذه الحرب الأوروبية. ببساطة لأن الجزائر هي الأكثر تأثيراً على أوروبا، من حيث قربها الجغرافي واتكال جنوب أوروبا على غازها ونفطها ولأنه لدى الجزائريين حساسية من الأطماع الغربية عامة وفرنسا خاصة. التواجد العسكري الغربي وقواعده المحيطة بها من الشمال والتواجد الامريكي في المغرب على غربها والفرنسي في دول الساحل على جنوبها او تأثير الناتو في ليبيا على شرقها، لا يمكن ان يطمئنهم. والجزائر واعية لمساعي فرنسا لزعزعة امنها ومحاولة تقسيمها بتأجيج موضوع العرقيات والقوميات ودعمها لأنشاء كيان امازيغي مستقل للبربر. لكل هذه الأسباب تتمحور الجزائر منذ الاستقلال في المعسكر الشرقي، علاوة على ان روسيا لم توفر طلبا للجزائر ولطالما مدتها بأحدث ما تملك حتى للسلاح الذي رفضت تصديره لدول أخرى

الدول الرمادية والاصطفاف المترنح

مع ان الحياد معدوم في سياسات الشرق الأوسط، الا ان بعض الدول تحاول ان تقف على مسافة واحدة من الطرفين. بوجد بالفعل دول لا مصلحة لها ان تجهر عدائها لأي طرف. مصر مثلا، مرتبطة اقتصاديا وتسليحياً بالغرب وتتكل جزئياً على الاستثمارات الخليجية وتشكل أداة ضغط غربية. غير ان مصر لا تسلم قرارها للغرب او غيره وتحاول ان تنوع ارتباطاتها على الأقل منذ ثمانية سنوات، للتقليل من مفعول الضغوطات الأمريكية. في هذا الصدد قامت القاهرة بعقد صفقات ضخمة مع موسكو وبكين وباريس. لكن هامش السيادة يقف عن حدود الواقع الاقتصادي.

طبعا يوجد دول عربية او مسلمة غير معنية بتاتا بما يحدث من صراع. بماذا يمكن لهذه الصراعات ان تؤثر على دولة كتونس او موريتانيا مثلا؟ لماذا لا ندرج هذه الدول في خانة الحياد؟ غير ان هذه الدول، ولو انها تتعامل بودّية مع روسيا او الصين، غير ان انطباعها الثقافي هو غربي أوروبي. وطبعا هي جزء من النظام الاقتصادي العالمي الذي ممكن اعتباره من اقوى أدوات السيطرة الغربية. وتتأثر نواكشوط بالحضور الفرنسي في الساحل ومالي. كما ان الفوضى الخلاقة والازمة التي اثارتها القوى الغربية في ليبيا تؤثر كثيرا على تونس.

لا يوجد دولة عربية محايدة. حتى جزر القمر البعيدة عن كل هذه الساحات، غير حيادية لأنها ضمن النفوذ الفرنسي وان غرقت فرنسا في المستنقع الاوكراني، فذلك سينعكس عليها لحد ما. فما بالكم بدولة كجيبوتي مثلا؟ هي دولة صغيرة وبعيدة عن هذه التجاذبات ولكن كيف لن تكون معنية مع وجود قواعد عسكرية فرنسية وامريكية وغيرها على سواحلها؟

الدولة العربية الوحيدة التي كنا نسمع فيها اطرافاً تطالب بالحياد إزاء الصراعات الإقليمية والدولية هي لبنان. لذلك كان من المتوقع لهذا البلد ان ينأى بنفسه عن حرب تدور بين روسيا وأوكرانيا والتي لا تخصه بشيء. مع العلم ان البلد منقسم فعليا بين المعسكر الغربي والمعسكر الشرقي وهذا حتى قبل تأسيسه كدولة ومن الاسباب الرئيسية لحروبه الاهلية. اللبنانيون يعطون هذا الانقسام أسماء أخرى، لكن المضمون هو ذاته. وبالرغم من انه الحكومة لم تأخذ موقفا رسميا، اطلّ وزير الخارجية من تلقاء نفسه بإعلان تضامني مع أوكرانيا والغرب، ما اثار غضب بعض اللبنانيين والأحزاب المؤيدة للمقاومة او اليسارية

من كان يدعو الى فوائد الحياد في لبنان، هو من خرج وصرّح بأن روسيا معتدية بينما اوكرانية عبارة عن جمعية ملائكية. هذا البيان الصادر عن وزارة الخارجية دون ان يكون من صلاحياتها اتخاذه، جلب للوزير المجتهد تقديرا وشكرا من السفيرين الألماني والفرنسي في بيروت الذين سارعوا للقائه عقب هذا الموقف. لكنه بعد اقل من أسبوع، التقى الوزير نفسه بسفير روسيا في بيروت ليؤكّد على متانة العلاقات بين البلدين. مع ان لبنان ليس معيارا للمنطقة، فمن المعروف عن بعض اللبنانيين كونهم ملكيين أكثر من الملك، وانه لا يوجد اجماع في أي ملف في هذا البلد

التحولات والتداعيات على دول الشرق الأوسط

التداعيات والنتيجة على داعمين المعسكرين على السواء، ستتبلور حسب مسار الحرب الدائرة او خواتيمها. الصراع يجري على الأرض الأوكرانية لكنه صراع بين موسكو وواشنطن. لا يستطيع أحد ان يتنبأ بنتائج الحرب وحتى لو كان ذلك متاحا، فاستخلاص الحصيلة على أي دولة معنية، هو أصعب بعد. معرفة ان كان المردود إيجابيا او سلبيا على منطقة او بلد ما، لا يرتبط فقط بمواقف هذا البلد بل أيضا بردّة الفعل في سياق تطورات الحرب ومسارات المعارك

لنأخذ على سبيل المثال سيناريو افتراضي، ينجح فيه الغرب بتحويل أوكرانيا الى مستنقع لاستنزاف روسيا، فهل سيدفع ذلك روسيا لتقديم تنازلات في سياساتها الخارجية وتقليص دعمها لحلفائها؟ او بالعكس ستكون ردة فعلها ان تواجه الضغط بالضغط المقابل وبزيادة هذا الدعم وتوسيع تحالفاتها؟

أذا واصلت تركيا مثلا او اسرائيل دعمها التسليحي لأوكرانيا، كيف سيقابلها الروس؟ هل سيقدمون لها تنازلات في الملف السوري ويضمنون لتركيا نفوذها في ادلب او غيرها، ويرضون إسرائيل بالامتناع عن تسليح إيران؟ ام ان هذه التصرفات ضد الامن القومي الروسي سيحفزّ على دعم أكبر لأصدقائها، معاقبة على هذا الاستفزاز؟ وعندها ستستفيد هذه الدول الصديقة بتدفق السلاح الأحدث والدعم العسكري الشامل. تصوروا لو قرروا مساعدة طهران في مجال الصواريخ العابرة للقارات او غواصات الدفع النووي او زودوها بأقمار صناعية ذات مسح راداري وحراري لاستباق أي تحرك ميداني ضدها. فكيف سيسعى الغرب لعرقلة هذا الامر هذه المرة؟ كما فعل في السابق للحؤول دون حصول طهران على منظومة ال إس- 300 لسنوات طويلة ما اضطر موسكو لدفع تعويضات لإيران. كما انه لن يبقى لإسرائيل أي رصيد عند الروس، ما يعني ان غاراتها على سوريا ستنتهي في تلك اللحظة

في حال أصبحت روسيا في وضع حرج، هذا لا يدل على انها ستتنازل للغرب عن علاقاتها مع الصين او كوريا الشمالية او فينزويلا، بل من الممكن ان تسعى لتقوية هذا الارتباط. كما ان تقوية الجزائر كإجراء معاكس للضغوط الفرنسية، سيشكل كابوس على دول جنوب أوروبا وخاصة فرنسا. ماذا لو اعادت موسكو سيناريو ازمة الصواريخ الكوبية هذه المرة في فنزويلا؟ هل تستطيع واشنطن الاعتراض على ذلك بعد تسليحها للأوكرانيين ونشر قنابل ال بي-61 النووية في أوروبا وتركيا؟

اما في حال اعتبار ان روسيا نجحت في وضع الغرب تحت الامر الواقع واستعادة نفوذها على أوكرانيا، فهذا سيسجل كنصر لها على الساحة الدولية، مهما وصلت العقوبات الى درجات اعلى. ذلك لن يغير منظور الدول الصديقة او المعادية في الشرق الأوسط من المشهد، وسنرى عندئذ بعض الدول المحسوبة على واشنطن تغازل موسكو

وبشكل عام، كل الدول المناهضة للغرب والتي هي تحت العقوبات الاقتصادية، ستستفيد من التحاق روسيا بهذا النادي للخارجين عن النظام المالي الغربي. روسيا ليست جمهورية موز واقتصادها مؤثر عالميا مهما قالت التصنيفات. وكلما التحقت دولة بهذا النادي وتوسعت دائرة المحاصرين نقدياً، كلما خفت وطئت العقوبات عليها. لأن كل هذه الدول تتواصل بينها وهي متضامنة وتسعى للتكامل في المجال الاقتصادي والصناعي والعلمي. ويتخطى اليوم عدد الدول المعاقبة اقتصاديا وسياسيا الثلاثين دولة وتحاول إدارة البيت الأبيض من استخدام سلاح العقوبات حتى ضد الصين. فهل سيكون بعد من معنى للعقوبات على المدى المتوسط او حتى القريب؟

ستصبح رقعة الشطرنج العالمية منقسمة رسمياً الى قطبيين بين الحلف الأطلسي والحلف الأوراسي، كما كانت الحال في الحرب الباردة

 

تداعيات الحرب الروسية على دول الشرق الأوسط
تداعيات الحرب الروسية على دول الشرق الأوسط
تداعيات الحرب الروسية على دول الشرق الأوسط
تداعيات الحرب الروسية على دول الشرق الأوسط
تداعيات الحرب الروسية على دول الشرق الأوسط
تداعيات الحرب الروسية على دول الشرق الأوسط
تداعيات الحرب الروسية على دول الشرق الأوسط
تداعيات الحرب الروسية على دول الشرق الأوسط
تداعيات الحرب الروسية على دول الشرق الأوسط
تداعيات الحرب الروسية على دول الشرق الأوسط
تداعيات الحرب الروسية على دول الشرق الأوسط
تداعيات الحرب الروسية على دول الشرق الأوسط
تداعيات الحرب الروسية على دول الشرق الأوسط
تداعيات الحرب الروسية على دول الشرق الأوسط
Partager cet article
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article